الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
سيدنا محمد الصادق الوعد الآمين صلى الله عليه وس لم
اللهم لاعلم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم،اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا،وزدنا علما وأرنا الحق حقا وإرزقنا إتباعه،وأرنا الباطل باطل وارزقنا إجتنابه واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه،وأدخلنا برحمتك فى عبادنا الصالحين . قال تعالي
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)
أسماء سورة الفاتحة وفضلها : للفاتحة إثنا عشر إسما ذكرها القرطبى ، وهى
1-الصلاة : للحديث القدسى : ( قسمت الصلاة بينى بين عبدى نصفين )
2-الحمد : لأن فيها ذكر الحمد
3- فاتحة الكتاب : لأنها تفتح قراءة القرآن بها لفظا وكتابة ، وتفتح بها الصلوات
4-أم الكتاب:فى الجمهور،لقوله صلى الله عليه وسلم،(الحمد لله أم القرآن،وأم الكتاب
السبع المثانى وتسمى أم القرآن لكونها أصلا ومنشأ له،لمبدئيتها له،وإما لاشتمالها على
ما فيه من الثناء على الله عز وجلو التعبد بأمره ونهيه ،وبيان وعده ووعيده،أو على جملة معانيه من الحكم النظرية والأحكام العملية التى هى سلوك الصراط المستقيم والإطلاع على
معارج السعداء،ومنازل الأشقياء،والمراد بالكتاب
5-المثانى : لأنها تثنى فى كل ركعة .
6-القرآن العظيم : لتضمنها جميع علوم القرآن ومقاصده الأساسية .
7-الشفاء لقوله صلى الله عليه وسلم (فاتحة الكتاب شفاء من كل داء) ضعيف الجامع الصغير .
8-الرقية : لقوله صلى الله عليه وسلم لمن رقى بها سيد الحى : ( ما أدراك أنها رقية ) .
9-الأساس:لقول بن عباس:أساس الكتب:القرآن،وأساس القرآن:الفاتحة،وأساس الفاتحة: (بسم الله الرحمن الرحيم)
10-الوافية : لأنها لا تتنصف ولاتحتمل الاختزال،فلو نصفت الفاتحة فى ركعتين لم يجز عند الجمهور .
11-الكافية:لأنها تكفى عن سواها،ولايكفى سواها عنها .هذه هى أسماء سورة الفاتحة ،
وأشهرها ثلاث الفاتحة،وأم الكتاب ، والسع المثانى .
ثانيا : فضائل السورة الكريمة
ثبت فى الأحاديث الصحيحة فضل الفاتحة،منها قوله صلى الله عليه وسلم . ( ما أنزل الله فى التوراة ولافى الإنجيل مثل أم القرآن وهى السبع المثانى ) .
ومنها أن النبى صلى الله عليه وسلم فال لأبى سعيد بن المعلى ( لأعلمنك سورة هى أعظم السور فى القرآن:ألحمد لله رب العالمين،هى السبع المثانى،والقرآن العظيم الذى أوتيته ) .
وهذان الحديثان يشيران إلى قوله تعالى( ولقد آتيناك سبعا من المثانى والقرآن العظيم)الحجر . لأنها سبع أيات تثنى فى الصلاة أى تعاد .
وهذه السورة فيها تقسيم حكيم ،بديع ففى حديث أبى هريرة قال :سمعت النبى صلى الله عليه وسلم يقول : قال الله تعالى : قسمت الصلاة (أى الفاتحة ) بينى وبين
قال الله تعالى:قسمت الصلاة (أى الفاتحة)بينى وبين عبدى نصفين ولعبدى ما سأل، فإذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الله تعالى حمدنى عبدى ، وإذا قال الرحمن
الرحيم قال الله تعالى أثنى على عبدى ، وإذا قال مالك يوم الدين قال مجدنى عبدى
وإذا قال إياك نعبد وإياك نستعين قال هذا بينى وبين عبدى ولعبدى ماسأل فإذا قال إهدنا الصراط المستقيم صرات الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال هذا لعبدى ولعبدى ماسأل )وروى الإمام أحمد فى مسندة عن عبد الله بن جابر
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له(ألا اخبرك يا عبد الله بن جابر بأخير
عبد الله بن جابر بأخير سورة فى القرآن؟قال:قلت:بلى يارسول الله،قال : (اقراء الحمد لله رب العلمين حتى تختمها).عن بن عباس رضى الله عنهما قال
عن بن عباس رضى الله عنهما قال(بينما جبريل قاعد عند النبى صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه فرفع رأسة فقال : هذا باب من السماء فتح اليوم ،لم يفتح من
قط إلا اليوم،فنزل منه ملك فقال:هذا ملك لم ينزل قط فسلم وقال :أبشروا بنورين
أوتيتهما،لم يؤتهما نبى من قبلك،فاتحة الكتاب،وخواتيم سورة (البقرة) لن تقراء
بحرف منهما إلاأعطيته).عن أبى سعيد الخدرى قال:كنا فى سير لنا فنزلنا فجاءت جارية فقالت: سيد الحى سليم وإنا نفرنا غيب فهل منكم راق فقام معها رجل ما
كنا نأبنه برفية فرقاه فبرأ فأمر له بثلاثين شاة وسقانا لبنا فلمارجع قلنا له أكنت تحسن رقية أو كنت ترقى قال لا ما رقيت إلا بأم الكتاب قلنا لاتحدثوا شيئا حتى
نأتى أو نسأل النبى صلى الله عليه وسلم فلما قدمنا المدينة ذكرناه للنبى صلى الله عليه وسلم فقال (وما كان يدريه أنها رقية أقسموا وأضربوا لى بسهم)
.فالفاتحة بالنسبة للقرآن كا لخطبة أو المقدمة بالنسبه للكتاب والقرآن شارح لها
بالنسبة للكتاب،والقرآن شرح لها،ومعلوم أنه كلما كان صاحب الكتاب أعلم وأبلغ كان تلخيصه لمقاصد كتابه
فى مقدمته أكمل،هذا بالنسبة لكلام المخلوقين الذين علمهم الله تبارك وتعالى من النطق و البيان بحسب
بحسب حاجتهم و أهليتهم فكيف إذا كان صاحب الكتاب الله رب العالمين الذى هو بكل شئ عليم وعلى كل شئ قدير ما ظنك بشأن السورة التى هى فاتحته وأم مقاصده .